أنقاض تحت الأمواج
لماذا تموت الشعاب المرجانية؟ كارثة صامتة تحت سطح البحر
وسام نضال يوسف شيخ
8/6/20251 دقيقة قراءة


تخيل أن هناك غابة نابضة بالألوان والحياة، لكنها ليست على اليابسة… بل تحت سطح البحر.
هذه الغابة هي الشعاب المرجانية، وهي موطنٌ لــ4000 ويصل الى 8000 نوع من الأسماك ، كما يعتبر حصن طبيعي يحمي السواحل من العواصف. ومع ذلك، تختفي هذه العجائب الطبيعية بصمت، تموت أمام أعيننا دون أن يشعر بها الكثير.
فما الذي يحدث للشعاب المرجانية؟ ولماذا تنقرض بهذه السرعة المخيفة؟
أولاً حرارة البحر القاتلة ارتفاع درجة حرارة المحيطات يُعد من أخطر التهديدات. فعندما ترتفع حرارة الماء، تطرد الشعاب المرجانية الطحالب الدقيقة التي تعيش داخل أنسجتها، والتي تُعد مصدرًا رئيسيًا لغذائها. هذه العملية تُعرف باسم "ابيضاض المرجان"، وهي بداية رحلة الموت البطيء.
ترتفع حرارة المحيطات بسبب امتصاصها لمعظم الحرارة الناتجة عن زيادة الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، نتيجة لاستخدام السيارات، المصانع، محطات الكهرباء، وحرق النفايات، مما يؤدي إلى أضرار جسيمة في الكائنات البحرية، وخاصة الشعاب المرجانية.
ثانياً هناك تلوث لا يُرى… لكنه يقتل المواد الكيميائية من الزراعة والصناعة، ومياه الصرف الصحي، وحتى الجزيئات الصغيرة من البلاستيك، تجد طريقها إلى البحار. هذه الملوثات تؤثر على صحة الشعاب المرجانية، وتسبب أمراضًا خطيرة تؤدي إلى تآكلها واختفائها.
ثالثاً صيد مدمّر وسياحة غير مسؤولة الصيد الجائر باستخدام المتفجرات أو المواد الكيميائية يدمر الهياكل المرجانية الهشة. وحتى السياحة العشوائية مثل الدهس بالزعانف أو تثبيت المراسي على الشعاب، تؤدي إلى أضرار لا يمكن إصلاحها.
حمض المحيط يذيب الأمل عندما يمتص المحيط كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، يصبح أكثر حموضة. هذه الحموضة تؤثر على قدرة الشعاب المرجانية على بناء هياكلها الكلسية، ما يجعلها أضعف وأكثر عرضة للتآكل والانهيار. الشعاب المرجانية ليست مجرد زخرفة بحرية… إنها أنظمة بيئية معقدة ومتكاملة. اختفاؤها يعني اختفاء آلاف الكائنات، واضطراب سلاسل غذائية، وخسائر اقتصادية وسياحية وصحية هائلة. إنقاذ الشعاب المرجانية لا يتطلب معجزات. بل يبدأ من قراراتنا اليومية
ما للذي باستطاعتنا فعله:
تقليل استخدام البلاستيك ورمي النفايات في الأماكن المخصصة لذلك، دعم السياسات البيئية العالمية والمحلية زرع بعض النباتات في منازلنا والتقليل من استخدام التكييف لتخفيف الحرارة، وتحمل مسؤولية سلوكياتنا الروتينية.
فالمحيط لا يصرخ… لكنه يعاني بصمت.
© 2025 موج – جميع الحقوق محفوظة
موج
هويتنا تنبض من أعماق البحر